‎المحلل.. “تمثيلية” محرمة بطلها “تيس مستعار‎”!‎زواج

أحبائي المدونون صباحاتكم زفر في زفر بدون قطع كهرباء وقد اقتبست لكم الموضوع أدناه (حيث تقتضي أمانة النشر) بعد أن لمست فيه شيء من الحيوية ليدلي كل برأيه معليش يمكن الموضوع يكون طويل شوية لاكين اسمحولنا

مازالت قضية زواج المحلل تلقي بظلالها بين الحين والآخر سواء على صفحات الجرائد أو على ‏وسائل الإعلام الأخرى.. فلم يمر شهر تقريبا حتى نقرأ أن زوجين اتفقا على المحلل بعد أن ألقى ‏الزوج يمين الطلقة الثالثة عليها. وآخر هذه الحيل قصة “رأفت” الذي تزوج منذ 14 عاما من “منى” ‏وبعد هذه الفترة حدثت مشاكل انتهت بأن ألقى الزوج الطلقة الثالثة. ‏
فكر الزوجان في حيلة زواج الست من محلل حتى تعود المياه لمجاريها مع الأول من أجل ‏الأولاد وبالفعل تم لهما ما أرادا حيث عثرا على محلل تزوجها لمدة 24 ساعة فقط ودخل بها ثم ‏طلقها وبعد انتهاء العدة عقد عليها مطلقها من جديد بعد أن نفذ لها كل شروطها المادية ولكن لم يمر ‏عام على زواجهما حتى فوجئ بها تطالبه بالطلاق بحجة أن ضميرها استيقظ من سباته العميق ‏وأنهما قد خالفا شرع الله بالزواج من محلل لمدة معينة. ‏
التيس المستعار
يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق إن زواج المحلل باطل لأن ‏الأصل في الزواج أن يكون زواجا دائما وليس مؤقتا فإذا كان الرجل الذي يكثر من الحلف على ‏زوجته ثم يذهب ويأتي برجل عرفه الفقهاء بأنه “التيس المستعار” وقد سموه تيسا – أي عجلا – ‏وكلمة مستعار أي أنه يأخذه من أهله لمدة محددة.. وهذا التيس ملعون والزوج الأول ملعون لأنه ‏سمح لرجل أجنبي أن يعاشر زوجته ويكشف على شرفه وكرامته لمدة ليلة والمصيبة الكبرى أنه ‏يدفع أجرا لهذا التيس.. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله المحلل والمحلل له” وهذه ‏اللعنة جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم أن ما قاله الرسول ونطق به فهو ‏من الله تبارك وتعالى غضب على من يفعل ذلك. ‏
كما أكد الرسول على أن هذا الزواج لا يصح مطلقا إلا إذا كان فيه شرطان الأول “التأبيد” أي ‏تكون نية الزوج أنه يتزوج هذه المرأة زواجا مؤبدا وليس مؤقتا.. ‏
الشرط الثاني: الرسول حدده بقوله “حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك” أي أن يكون هناك لقاء ‏في الفراش عدة مرات حتى تكون المرأة قد عرفت قدر زوجها وهو قد عرف قدرها فلابد من ‏تحقيق هذين الشرطين وإلا فإن الزواج باطل ومن يمارسه ملعون. ‏
زواج باطل
تقول د.سعاد صالح عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابقة بجامعة الأزهر إن زواج ‏المحلل عند جمهور الفقهاء بقصد التحليل للزوج الأول لفظا أو نية يعد زواجا باطلا ولا يترتب عليه ‏الحكم الشرعي وهو التحليل لقوله تعالى في سورة البقرة “فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح ‏زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله” وقد فسر الرسول ‏عليه الصلاة والسلام لفظ النكاح في الآية بالدخول التام بنية الاستقرار والدوام وذلك في حديث ‏امرأة رفاعة القرطبي “حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك” والعسيلة هي كناية عن الجماع بين ‏الزوجين وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “لعن الله المحلل والمحلل له” وقال المحلل هو التيس ‏المستعار ومن هنا فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم صحة نكاح المحلل وأنه لا يترتب عليه ما ‏يقصد منه وهو أن تحل الزوجة لزوجها الأول. ‏
ما رأي علم النفس؟!
‏ تقول د.درية عبد الرازق أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس إن الزواج من محلل ‏له آثار نفسية قد تعود على الزوجين فقد يشعران بعقدة الذنب. والرجل يشعر بأنه السبب لأنه ‏استعجل في استخدام لفظ الطلاق للمرة الثالثة. والمرأة تشعر بأنها مستفزة وكانت سببا رئيسيا في ‏دفعه للطلاق.. وبالتالي إذا ارتبطت بزوج آخر كمحلل فهي لا تحترمه لأنه قبل على نفسه ممارسة ‏هذا الدور. ‏
أما إذا استمرت في الحياة الزوجية معه – أي المحلل- فإنها سوف تظل تشعر بداخلها أنه زوج ‏احتياطي وربما تعود لزوجها الأصلي في أي وقت وبالتالي لن تشعر بالأمان وسوف تكون في ‏عزلة. ‏
وأضافت د.درية أن المحلل قد يستثمر الموقف لصالحه في ابتزاز الزوج أو الزوجة حتى ‏يطلقها.. وإذا عادت الزوجة لزوجها الأول فإن العلاقة الزوجية لا تعود لأصلها حيث يشعر الزوج ‏أن آخر شاركه هذه الزوجة.. وإذا وجد أولاد فإنهم يشعرون بالحزن لما حدث من انفصال بين ‏والديهما مما ينعكس آثاره على حالتهم النفسية والدراسية. ‏
كما أن الأبناء سوف يشعرون أنهم متواجدون في أسرة مفككة دائما ما تتردد بين جدران منزلهما ‏لفظ الطلاق والرجوع مما يجعلهم يفتقدون الشعور بالأمان والإصابة بالعقد النفسية.. وخوفهم من ‏الفشل إذا أقدموا على الزواج مستقبلا. ‏
وقد يرغب الأبناء في الانتقام من المتسبب فيما آلت إليه حالة الأسرة ويكرهون ارتباط أمهم ‏برجل غريب ويتعاملون معها بجفاء كما يجب أن تكون العلاقة الزوجية كاملة شرعا بين الزوجة ‏والمحلل لأنه إذا لم تكتمل ستشعر الزوجة أنها ارتكبت إثما ينغص عليها حياتها في حالة عودتها ‏لزوجها..وإذا أراد المحلل أن تنجح حياته الزوجية فإن الزوجة تعمل على إفسادها كي تعود لزوجها ‏الأول. ‏
وأشارت د.درية إلى أن الزوجين قد يقعان في التجاوز الخلقي والديني عند اختيار المحلل كأن ‏تختار الزوجة أحد محارمها أو يختار الزوج من لا يكافئها اجتماعيا أو اقتصاديا كعامل لديه أو ما ‏شابه ذلك. ‏
وقالت إن ما يحدث يدل على انعدام الوازع الديني والجهل بأمور الدين أو الميل بالعبث بها ‏وسوف تتسبب بذلك في أن تكون قدوة سيئة للأبناء في المستقبل. (مقتبس من مجلة الحقيقة المصرية) ‏

Leave a comment