الأجنتين توافق على زواج المثليين

July 17, 2010

(Reuters) – Argentina has become the first Latin American country to let gay couples marry and adopt children, defying Catholic opposition to join the ranks of a few mostly European nations with similar laws.
Argentina’s Senate passed a gay marriage law early on Thursday following more than 14 hours of charged debate, as hundreds of demonstrators rallied outside the Congress in near-freezing temperatures. Senators voted 33-27 for the proposal, with three abstentions.
(رويترز) _صارت الأرجنتين أول دولة في أمريكا اللاتينية تسمح بزواج المثليين والسماح لهم بتبني الأطفال لتنضم الأرجنتين لبضع دول معظمها أوربية سمحت بذلك رافضة بإصرار اعتراض الكنيسة الكاثوليكية .
وافق مجلس الشيوخ الأرجنتيني على قانون يسمح للمثليين بالزواج في ساعة مبكرة من يوم الخميس الماضي بعد نقاش وجدل دام لأكثر من 14 ساعة وسط مئات المتظاهرين الذي احتشدوا خارج مبني المجلس في درجة حرارة أقرب للتجمد وكانت نتيجة التصويت 33 : 27 لصالح مقترح القانون بينما امتنع ثلاثة عن التصويت . انتهى الخبر مع الترجمة .
كسرة : أنا مستغرب في حتة تبني الأطفال دي !!! يعني الطفل ده يقول ماما لمنو وبابا لمنو؟؟؟ وافرض كبر وترعرع وعمل ليهو مشكلة في المدرسة وقالوا ليهو جيب لينا ولي أمرك يودي منو فيهم ؟؟؟ إلهي وأنت جاهي تاني ناس الأرجنتين ديل أكان لعبوا مع فريق (فنقر فوق) إديهم عشرين قوون.

كساد سوق عمالة السودانيين بدول الخليج

March 7, 2010

كساد سوق عمالة السودانيين بدول الخليج
من الملاحظ جداً انخفاض أعداد السودانيين في دول الخليج وعملية احلال واسعة النطاق بجنسيات عربية أخرى في جميع مجالات العمل والتوظيف بعد أن كان السودانيون الرواد الأوائل وأصحاب القدح المعلى في أي مجال يطرقونه إذ أنهم كانوا يفوقون الآخرين علماً وفهماً وأدباً وتأدبا وكانت قناعتهم تجعل أيديهم تباري السنتهم عفةً . لذلك كان أهل الخليج يفضلونهم دون غيرهم أمناء على أبنائهم وتعليمهم وتهذيبهم كما جعلوهم أمناء على أموالهم وخزائنهم .
أسباب عزوف توظيف السودانيين

أولاً ؛ تدني المستوى العلمي والدراسي لأبنائنا عموماً إلا قلة قليلة ولا يدرك هذا التدهور المريع وسقوطه الى درك أسفل إلا الأجيال التي تتراوح أعمارها بين 60 و80 عاماً وكانت لها حظوة في الإغتراف من مناهل الثقافة والمعرفة لما كان العلم أحد أولويات هواجس الحكام والقائمين على أمور الرعية أي عندما كان القطن المحصول النقدي الأول (The main cash crop) وبعبارة أخرى عندما وفرت الدولة التعليم المجاني وكانت وزارة المعارف آنذاك تصرف للتلاميذ والطلاب الكتب والكراسات والأقلام وريشات الكتابة وتُملأ (الدوايات) بالحبر كل صباح سبت وثلاثاء دون أن يُطالب أولياء الأمور بمليم أحمر. وعندما يكون هناك نقص في معلمي المدارس الثانوية كانت وزارة المعارف تقوم بإنتداب معلمين من بريطانيا لتدريس اللغة الإنجليزية ومن الهند ومصر لتدريس العلوم والرياضيات وحتى التربية البدنية (ليس لدي فكرة عن العملة التي تدفع بها مرتباتهم) الى أن قام معهد المعلمين العالي لسد العجز في الكادر التعليمي ، علاوة على ذلك فإن طلاب ذلك الزمان وجدوا التوجيه والدعم والإسناد من آبائهم أو ذويهم المستنيرين في حل أي معضلة دراسية تواجههم . ( أي زوول يكابر ويقول زمان كانوا في جامعتين بس وهسع في55 جامعة فهذا منطق مردود على أصحابه وتسويقه مستحيل لأنو ال 55 جامعة بتخرج سنوياً 100الف خريج غير مؤهل ودبابين لا في العير لا في النفير) وإن أردتم أن تعرفوا الحقيقة فليعقد لهؤلا امتحان إملاء عربي تعج بالكلمات ذات الهمزة على نبرة وعلى السطر وعلى الألف وعلى الواو والغين والقاف وامتحان آخر في قواعد اللغة العربية والإعراب وامتحان في English Dictation , Comprehension ,Composition , Précis , Grammar) ,) وأمتحان جغرافيا بسيط عن خريطة السودان وتوضيع المدن الكبيرة فيه ( وخلوا بالكم من خط اليد باللغتين زي الكأنكم شيلتو ليكم خنفساتة ختيتوها في الحبر وبعد داك ختيتوها في الورقة) وبعد الإمتحانات دي شوفوا (by the end of the pipe) بيطلعوا ليكم كم ؟؟؟
ثانياَ ؛ السبب الثاني هو وجه العملة الآخر للسبب الأول حيث أنه بقدرتدني واضمحلال وانحطاط مستوى التعليم في السودان قابله سمو وعلو في مستوى التعليم في الدول العربية الأخرى فبرع شبابها في اللغات وعلوم الكمبيوتر والأعمال المصرفية والمحاسبية والمهن الطبية والصحافية والإعلامية فتجدهم يشغلون شتى أنواع المناصب وحتى في مهن البناء والتشييد العملاقة . وحدث نوع من الإحلال لأي وظيفة أو مركز كان ينفرد به سوداني لأن بديله لم يعد منافساً وبالتالي لم يعد مرغوباً .
ثالثاً ؛ صراع الجنسيات على الفوز بالمناصب والوظائف وهو صراع تدور رحاه للأسف بين الجنسيات العربية وليس للسودانيين آلة الحرب المستخدمة فيه ولا يعرفونها وغير موجودة في ديدنهم ولا ثقافتهم ولا أخلاقياتهم ولا تربيتهم ومن أساليب ذلك الصراع النفاق الملق والمداهنة والرياء والإفتراء على الآخرين بالكذب والتخرس ولعل أبشعها الدياثة والتدييث وأبسطها نعت الآخرين (بالطيبة) وهي كلمة في قواميسهم تعني السذاجة والغفلة وهم المصدر الرئيسي للنكات (البايخة) التي يتم تبادلها في شكل رسائل على الهواتف الخليوية وهي تسخر من السودانيين وتصفهم بالكسل وذمامة الصور. ولكن عدم الإيمان ينسي العبد قول الرسول الكريم ؛ روي عن أبي هريرة أن رسول الله(ص) قال:”إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم”(مسلم( . إذا كانت تلك الأدوات التي ينبغي أن يتسلح بها الناس للفوز بوظيفة ، فلتذهب الوظيفة الى الجحيم وليبقَ السودانيون على كرم الأخلاق الذي لا يشترى بمال وإن الله لاشك ناصرهم على ظالميهم داخل وطنهم وخارجه .
الحلول
طالما تنصلت الدولة عن مسؤولياتها في تعليم أبناءها وطالما رأت أن مصلحتها تكمن في رزوح أبناء هذا الوطن في غياهب الجهل وطالما صار العسكور يفتون في استراتيجيات التعليم وفوضوا الأمر لصندوق دعم الطلاب صاحب الأمر والنهي وأصبحت له اليد الطولى المطلقة في اتخاذ أكبر القرارات ومنح أرفع الشهادات لمن مكث أكبر مدة من الدبابين في مناطق العمليات ووزراء التربية والتعليم العالي تائهون في بحور التغييب وطالما صار الناس يدفعون الأموال الطائلة لتعليم أبناءهم حتى في مرحلة الأساس ، فليس هناك من حل غير ثورة تعليمية وطنية أو شعبية سموها كما شئتم يتم التخطيط لها بواسطة أولياء الأمور ومجالس الأباء والأمهات والمعلمين وأساتذة الجامعات والمستنيرين من أبناء هذا المجتمع والحادبين والغيورين على هذا البلد والإستفادة من خبرات رجال التعليم السابقين والإستعانة بمكاتب الأمم المتحدة التي تعنى بالتعليم وليجعل المجتمع المدني قضية التعليم أولى أولوياته وعلى جيفة الإنتخابات والحكم فلتتقاتل الضواري والسباع . وأولى أن تدفع هذه الأموال في تعليم يعود بالنفع والفائدة لفلذات الأكباد المظلومين حتى يجدون لهم موقعاً تحت الشمس . وللأبناء أقول ليس لديكم حل غير تجويد العلم والإجتهاد والتحصيل والبراعة في العلوم واللغات حتى تستطيعون الفوز في منافسات العمل في دول المهجر وتكونون خلفاً مثالياً لأبائكم حتي يصلح الله أمر بلادكم . وأنا أنتظر من الإخوة القراء إضافة أي شيء أغفلته ولكم التحايا .
بشار أحمد بشار (ابن برد)
basharibnburd@yahoo.com

قالوا عن القرد ومؤخرته

July 5, 2009

أشتهر إخواننا المصريون بالفصاحة والطرفة والملحة وخفة الدم والسخرية أكسبتهم إياها ظروف الحكم والحروب المصيرية والحياة القاسية التي عركتهم على مر الدهور __ وهذه حقيقة__ وعندما علق أحد المصريين بأن السودانيين صاروا شعب نكتة أجابه آخر : “تلايهم قاعوا أولاد الإيه….”

وللمصريين علاقة أزلية ووثقى مع القرود منذ القدم حيث كان الفراعنة يقدسونها وموضع احترام لديهم فآثرت أن أقتبس لكم بعض ما كتبه الكاتب وباحث الآثار والفلكلور المصري ابراهيم كامل أحمد :    

قالوا عن القرد ومؤخرته

كان للقرد ومؤخرته نصيب وافر فى الأمثال والتعابير الشعبية.. وهى وإن كانت تغرى بالضحك إلا أن المتأمل لها يجد فيها حكمة بالغة وخلاصة تجربة الأجيال السابقة, وليس الهدف من جمعها وعرضها وشرحها إلا الحفاظ على الموروث الشعبى الشفاهى الذى أوشك أن يندثر ويذهب مع الأيام التى مضت فلا يعود كما لن تعود هى.

كلام حول مؤخرة القرد

لفتت مؤخرة القرد بقبحها ولونها الأحمر الإنتباه حتي أن ابن عباس ومولاه عكرمة البربرى (25 ـ 105هـ ) قالا في تفسير قوله تعالي ” الذى أحسن كل شئ خلقه ” أى أتقنه وليست إست القرد حسنة ، ولكنها متقنة محكمة ، فجميع المخلوقات حسنة وإن تفاوتت إلي حسن وأحسن . وقد حاول الخيال الشعبي أن يجد تفسيراً لغرابة شكل مؤخرة القرد فابتدع حكاية تقول: ” إن امرأة كانت تخبز ، وقضي ابنها حاجته ، فمسحت مؤخرته برغيف من الأرغفة التي أخرجتها من الفرن ، فاحترقت مؤخرته واحمرت ومسخهما الله قردين (المرأة وابنها) .

أمثال شعبية عن مؤخرة القرد

تناولت عدة أمثال شعبية مؤخرة القرد ، وقد استخدمت المرادف العامي المكون من ثلاث حروف تبتدئ (بالطاء) ، والتي يرى بعض الباحثين أنها لفظة آرامية. وقال عنها الخفاجي ( 977 ـ 1069هـ ) صاحب كتاب شفاء الغليل إنها عامية مبتذلة ،وذكر بيتين للشاعر ابن الحجاج من العصر العباسي استخدم فيهما تلك الكلمة ولكن سنورد الأمثال مستخدمين كلمة مؤخرة .

ولم يورد أحمد تيمور في كتابه ” الأمثال العامية “ أى مثل يتصل بمؤخرة القرد . ولكن سجلها الباجورى في كتابه ” أمثال المتكلمين من عوام المصريين ” ، وفايقة حسين راغب في كتابها ” حدائق الأمثال العامية ” .

1- إذا كان القـرد يشـوف حَمَار (أي حمرة) مؤخرته ما كانش يهزها ( حدائق الأمثال ) .

2- يروح لمؤخرة القرد ويشمها .( أمثال المتكلمين ).

3- زى القرد بيتباهي بحَمَار مؤخرته ( أمثال المتكلمين).

4- بيحسدوا القرد علي حمَار مؤخرته ( أمثال المتكلمين ).

وقد علق الكزاندر هجرتي كرابفي كتابه ” علم الفلكلور “ علي الأمثال التي فيها كلمات سوقية مبتذلة بقوله إن ” التقفية وسوقية الإستعارة تنبئ عن نشوء المثل في بيئة اجتماعية دنيا ” ، وهذا الرأى يثير نقاشاً ، ولكن ابن خلدون (1332 ـ 1406م) قد حسم النقاش بقوله ” إن البلاغة موجودة في كل لسان، وإن مقاييسها نسبتها إلي أهل زمانها ولغاتهم ” .

القرد في التعابير والأمثال الشعبية

ظهرالقرد في كثير من التعابير والأمثال الشعبية . فهناك تعبير ” زى القرد” ويقال عن الشخص الكثير والحركة والعبث . وتعبير ” احنا بنلعب قرود ” أو ” احنا حنقرد “ ويقال لمن يرى أنه يكلف بعمل غير لائق به أوعن  شخص يعمل معه عابث ومهذار .

أما الأمثال فمنها ما نشأ عن ملاحظة سلوك القرد بهلوان الطبيعة مثل “ ابن القرد نطاط ” وهو صورة أخرى من مثل “ابن الوز عوام” .والأمثال الأخرى رغم ذكر القرد فيها فإن الإنسان هو المقصود بها . فعن المرأة قيل ” بره وردة وجوه قردة ” ويقال عن المرأة التي تتزين خارج بيتها وتهمل زينتها داخل البيت . و” عصبة وبردة علي راس قردة ” ويقال عن المرأة الدميمة لا تزينها الملابس ، و” قالوا للقردة اتبرقعي قالت دا وش واخد علي الفضيحة “ ويقال عن المرأة المتبرجة كثيرة السفور . و” القرد في عين أمه غزال ” ويعني أن الأم ترى ابنها أجمل الأطفال. وعن الزواج قيل ” يا واخد القرد علي كتر ماله المال يفني ويفضل القرد علي حاله ” والمثل يدعو إلي عدم جعل المال الأساس في اختيار الزوج . و” بقي للقرد زناق وبقي له مره يحلف عليها بالطلاق ” ويقال للرجل الذى يكثر من الحلف بالطلاق و” قرد موافق ولا غزال شارد ” ويقال في تفضيل الزوج الموافق ولو كان دميماً . وهناك مثل آخر يتصل بالأسرة والميراث وهو ” اللي تخلفه الجدود تفنيه القرود ” ويشبه المثل الأبناء المسرفين بالقرود لأنهم يخربون ما يصل إليهم .

وقالت الأمثال عن المغرور يدفعه غروره إلي الباطل ” اتطلع القرد في المراية حسب نفسه غزال ” ، وعن الجبان الرعديد ” اللي يخاف من القرد يركبه ” وعن عدم نصح من لن تجدى معه النصيحة ” إن جاك القرد راقص طبل له “ ، وعن الجبان الخائف ” زى القرود يخاف من خياله “ وقد اعتقد العوام أن القرد يخاف من صورته في المرآة ، وإن كان هناك مثل آخر ينفي هذا الإعتقاد ” اطلع القرد في الكنيف فقال ما تصلح هذه المرآة إلا لهذا الوجه ” وقـد ورد هذا المثل في “حكاية أبي القاسم البغدادى”، وعن الشخص الذى يشغل نفسه بأكثر من عمل ” قرد وحارس وبياع مكانس ” ، مثل واحد أنصف القرد وهو ” صباح القرود ولا صباح الأجرود “ والأجرود هو من لا تنبت له لحية ولا شاربان ، ويتشائم الناس إذا رأوا الأجرود أول شيئ في الصباح ،ويفضلون عليه رؤية القرد .

 

 

‎المحلل.. “تمثيلية” محرمة بطلها “تيس مستعار‎”!‎زواج

June 26, 2009

أحبائي المدونون صباحاتكم زفر في زفر بدون قطع كهرباء وقد اقتبست لكم الموضوع أدناه (حيث تقتضي أمانة النشر) بعد أن لمست فيه شيء من الحيوية ليدلي كل برأيه معليش يمكن الموضوع يكون طويل شوية لاكين اسمحولنا

مازالت قضية زواج المحلل تلقي بظلالها بين الحين والآخر سواء على صفحات الجرائد أو على ‏وسائل الإعلام الأخرى.. فلم يمر شهر تقريبا حتى نقرأ أن زوجين اتفقا على المحلل بعد أن ألقى ‏الزوج يمين الطلقة الثالثة عليها. وآخر هذه الحيل قصة “رأفت” الذي تزوج منذ 14 عاما من “منى” ‏وبعد هذه الفترة حدثت مشاكل انتهت بأن ألقى الزوج الطلقة الثالثة. ‏
فكر الزوجان في حيلة زواج الست من محلل حتى تعود المياه لمجاريها مع الأول من أجل ‏الأولاد وبالفعل تم لهما ما أرادا حيث عثرا على محلل تزوجها لمدة 24 ساعة فقط ودخل بها ثم ‏طلقها وبعد انتهاء العدة عقد عليها مطلقها من جديد بعد أن نفذ لها كل شروطها المادية ولكن لم يمر ‏عام على زواجهما حتى فوجئ بها تطالبه بالطلاق بحجة أن ضميرها استيقظ من سباته العميق ‏وأنهما قد خالفا شرع الله بالزواج من محلل لمدة معينة. ‏
التيس المستعار
يقول الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق إن زواج المحلل باطل لأن ‏الأصل في الزواج أن يكون زواجا دائما وليس مؤقتا فإذا كان الرجل الذي يكثر من الحلف على ‏زوجته ثم يذهب ويأتي برجل عرفه الفقهاء بأنه “التيس المستعار” وقد سموه تيسا – أي عجلا – ‏وكلمة مستعار أي أنه يأخذه من أهله لمدة محددة.. وهذا التيس ملعون والزوج الأول ملعون لأنه ‏سمح لرجل أجنبي أن يعاشر زوجته ويكشف على شرفه وكرامته لمدة ليلة والمصيبة الكبرى أنه ‏يدفع أجرا لهذا التيس.. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله المحلل والمحلل له” وهذه ‏اللعنة جاءت على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم أن ما قاله الرسول ونطق به فهو ‏من الله تبارك وتعالى غضب على من يفعل ذلك. ‏
كما أكد الرسول على أن هذا الزواج لا يصح مطلقا إلا إذا كان فيه شرطان الأول “التأبيد” أي ‏تكون نية الزوج أنه يتزوج هذه المرأة زواجا مؤبدا وليس مؤقتا.. ‏
الشرط الثاني: الرسول حدده بقوله “حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك” أي أن يكون هناك لقاء ‏في الفراش عدة مرات حتى تكون المرأة قد عرفت قدر زوجها وهو قد عرف قدرها فلابد من ‏تحقيق هذين الشرطين وإلا فإن الزواج باطل ومن يمارسه ملعون. ‏
زواج باطل
تقول د.سعاد صالح عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابقة بجامعة الأزهر إن زواج ‏المحلل عند جمهور الفقهاء بقصد التحليل للزوج الأول لفظا أو نية يعد زواجا باطلا ولا يترتب عليه ‏الحكم الشرعي وهو التحليل لقوله تعالى في سورة البقرة “فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح ‏زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله” وقد فسر الرسول ‏عليه الصلاة والسلام لفظ النكاح في الآية بالدخول التام بنية الاستقرار والدوام وذلك في حديث ‏امرأة رفاعة القرطبي “حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك” والعسيلة هي كناية عن الجماع بين ‏الزوجين وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “لعن الله المحلل والمحلل له” وقال المحلل هو التيس ‏المستعار ومن هنا فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم صحة نكاح المحلل وأنه لا يترتب عليه ما ‏يقصد منه وهو أن تحل الزوجة لزوجها الأول. ‏
ما رأي علم النفس؟!
‏ تقول د.درية عبد الرازق أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس إن الزواج من محلل ‏له آثار نفسية قد تعود على الزوجين فقد يشعران بعقدة الذنب. والرجل يشعر بأنه السبب لأنه ‏استعجل في استخدام لفظ الطلاق للمرة الثالثة. والمرأة تشعر بأنها مستفزة وكانت سببا رئيسيا في ‏دفعه للطلاق.. وبالتالي إذا ارتبطت بزوج آخر كمحلل فهي لا تحترمه لأنه قبل على نفسه ممارسة ‏هذا الدور. ‏
أما إذا استمرت في الحياة الزوجية معه – أي المحلل- فإنها سوف تظل تشعر بداخلها أنه زوج ‏احتياطي وربما تعود لزوجها الأصلي في أي وقت وبالتالي لن تشعر بالأمان وسوف تكون في ‏عزلة. ‏
وأضافت د.درية أن المحلل قد يستثمر الموقف لصالحه في ابتزاز الزوج أو الزوجة حتى ‏يطلقها.. وإذا عادت الزوجة لزوجها الأول فإن العلاقة الزوجية لا تعود لأصلها حيث يشعر الزوج ‏أن آخر شاركه هذه الزوجة.. وإذا وجد أولاد فإنهم يشعرون بالحزن لما حدث من انفصال بين ‏والديهما مما ينعكس آثاره على حالتهم النفسية والدراسية. ‏
كما أن الأبناء سوف يشعرون أنهم متواجدون في أسرة مفككة دائما ما تتردد بين جدران منزلهما ‏لفظ الطلاق والرجوع مما يجعلهم يفتقدون الشعور بالأمان والإصابة بالعقد النفسية.. وخوفهم من ‏الفشل إذا أقدموا على الزواج مستقبلا. ‏
وقد يرغب الأبناء في الانتقام من المتسبب فيما آلت إليه حالة الأسرة ويكرهون ارتباط أمهم ‏برجل غريب ويتعاملون معها بجفاء كما يجب أن تكون العلاقة الزوجية كاملة شرعا بين الزوجة ‏والمحلل لأنه إذا لم تكتمل ستشعر الزوجة أنها ارتكبت إثما ينغص عليها حياتها في حالة عودتها ‏لزوجها..وإذا أراد المحلل أن تنجح حياته الزوجية فإن الزوجة تعمل على إفسادها كي تعود لزوجها ‏الأول. ‏
وأشارت د.درية إلى أن الزوجين قد يقعان في التجاوز الخلقي والديني عند اختيار المحلل كأن ‏تختار الزوجة أحد محارمها أو يختار الزوج من لا يكافئها اجتماعيا أو اقتصاديا كعامل لديه أو ما ‏شابه ذلك. ‏
وقالت إن ما يحدث يدل على انعدام الوازع الديني والجهل بأمور الدين أو الميل بالعبث بها ‏وسوف تتسبب بذلك في أن تكون قدوة سيئة للأبناء في المستقبل. (مقتبس من مجلة الحقيقة المصرية) ‏

الفنون في كربنة الزوجة المصون

February 13, 2009

الفنون في كربنة الزوجة المصون
By ibnburd
الفنون في كربنة الزوجة المصون

بينما كنت أسبر أغوار الشبكة العنكبوتية عثرت على هذه الطرفة التي غالباً ما يكون مصدرها بلاد الشام ( الزُلُم أو الزلمات كما يحلولللآخرين أن ينادونهم في بلاد الخليج العربي ) وتتضمن الطرفة وصايا عشر تبيِّن التكنيكات والتكتيكات في إغضاب الزوجة وتتوير نفسها وقد آثرت اقتباسها لإطلاعكم عليها عشان تشوفوا الفرق بين الزلم ديل ومعشر السودانيين أولاد (نجاما) وأولاد الزرقا الحُنان أخوان فاطنة جمال الشيل وإكرامهم لعزة حتى كادوا يقدسونها :
1″ انتقد طبخ زوجتك دائما ، أو طريقة تنظيفها للمنزل ، وقل لها ‘آن الاوان لأتعلم كيف اطبخ ،
2 انتظرها حتى تنتهي من تنظيف المطبخ ، وتكون تعبانة ، وانت جالس في الصالون ، وأول ما تجلس تعبانة ، قل لها : ياحبيبتى ممكن كأس ماء ، أنا ظهري وجعني من شدة التعب!!
3 وانت تتفرج على التلفزيون ، تظاهر بأنك نعسان وتعبان ، وأول ماتمسك ‘الريموت’ لتغيير القناة ، تظاهر بالضيق والتبرم ، وانك منذ ساعة في انتظار هذا ا لبرنامج ، ويمكنك أن تتهمها أيضا بالأنانية!!
4 قبل أن تضع ثوبك في الغسالة تأكد انك قد وضعت كمية لا بأس بها من المحارم في الجيوب !!
5 حينما تكون الزوجة خاضعة لبرنامج ‘رجيم’ املأ الثلاجة بكل مالذ وطاب وبصورة خاصة الآيس كريم والبسكويت // نوع من أنواع المكايدة !!
6 حينما تحس أن جهازا ما يوشك على العطل اطلب منها استخدامه ، ولا تنسَ أن تتهمها بعد ذلك بأنها سبب العطل !!
7 في ذكرى ميلادها ، قل لها ‘ والله وكبرتِ يامرتي ‘!!
8 وانت تنظف أسنانك ، لا تنسَ أن تبلل فرشاية أسنان زوجتك بالماء لتظن انك قد استخدمتها// لزوم النكد !!
9 من دون مناسبة قدم لها هدية كريم تجاعيد الوجه !!
10 وبدون مناسبة احضر لها صبغات الشعر السوداء !! ” مقتبس ومنقووووووول

هل يقطع الطريق الدائرى رسن أم ضفاير؟

January 18, 2009

ها هي أمدرمان الفتاة التي أغتيلت غدراً وغيلةً وهي ترقص في ليلة عرسها تفقد ذويها الواحد تلو الاخر في مؤامرات طمس التاريخ والتراث والهوية
كتب أخونا/محمد الفاتح العالم المسكون بحب أمدرمان
هل يقطع الطريق الدائرى رسن أم ضفاير؟
المدرسة الأهلية مابين التاريخية والإزالة
فى الفؤاد ترعاه العناية
بين ضلوعىا لوطنا لعزيز
بدينى بعتز وأفتخر وأبشر
مابهاب الموت المكشر
مابخش مدرسة المبشر
وعندى معهد وطنىا لعزيز
لى عداى بسوى النكاية
وإن هزمت بلملم قوايا
غير سلامتك ما عندى غاية
إن شاء الله تسلم وطنى العزيز
تلك كانت أهازيج شعرية تغنى بها الشعراء ورددها الشعب من خلفهم فى مناسبات عدة كان على رأسها ملحمة قيام المدرسة الأهلية الوسطى بأمدرمان فى عشرينيات القرن الماضى دعماً لحملة وطنية تمثل أولى محاولات الرفض الوطنى لسياسات الإستعمار التعليمية، حينما قررت إدارة المدرسة الإرسالية الأمريكية حضور التلاميذ المسلمين دروس الديانة المسيحية، وطالبت أولياء الأمور بكتابة إقرار بموافقتهم على ذلك أو سحب ابنائهم من المدرسة.
أشعلت هذه الحادثة ثورة غضب عارمة قادت إلى أن يبدأ سكان أم درمان حملة تبرعات لقيام مدرسة أهلية تعبر عن طموحات وآمال الشعب السودانى فى تلقى تعليم وطنى بعيداً عن مفهوم التعليم الإستعمارى وأهدافه التى لم تتجاوز تخريج كتبة للخدمة العامة وقتل أى طموح لتعليم يقود إلى النهضة العلمية والثقافية فى البلاد، وقد عبر عن ذلك الشيخ إسماعيل الأزهرى مفتى الديار حين حرض جموع الغاضبين من حادثة دروس الديانة المسيحية قائلاً(ماذا ينقصكم يا أهل أم درمان، فالأرض واسعة والمال متوفر والمتعلمون معنا والتلاميذ فى حاجة للتعليم، لماذا لا نبدأ الآن ونؤسس المدرسة الأهلية التى نرعاها ونقبل فيها كل راغب فى التعليم). أشرنا لتلك المقدمة التاريخية حول قيام المدرسة الأهلية تنبيهاً لقطاع كبير من الوطنيين عامة ومواطنى أم درمان بشكل خاص للنهوض للحفاظ على أرث وأثر تاريخى ليس مجرد مبنى ومجموع تلاميذ وعدد معلمين، بل هى روح الشعب الوثابة للتقدم والنهوض فهذا الصرح التاريخى مع صروح أخرى تم تشييدها بجهد ومال وإصرار الشعب السودانى كما أسلفنا سابقاً، وليس من المعقول التعامل معها على إعتبار أنها مجرد مبانى يمكن إزالتها بليل لتشييد طريق دائرى لم تستشر فى تشييده أى جهة شعبية، ولا الجهات الرسمية المهتمة بتراث وتاريخ الشعب السودانى، ولم تطرح فكرته على العموم لابداء رأى يحافظ على تراث الشعب ويراعى مصالحه فى تشييد الطريق الدائرى، بل إن ماتم من محاولات لإيقاف إستمرار أبناء الوطن فى دفع ضريبة وطنهم كما قام بذلك السيد كمال حمزة فى إعادة بناء المدرسة على أساس عصرى يشكل حلقة من حلقات تغييب الذاكرة المؤسسية للوطن كما تم فى السابق فى هدم وإعادة تشييد مسجد أم درمان العتيق دون مراعاة لخصوصيته كمؤسسة عريقة من مؤسسات التعليم ذات دور تعليمى تثقيفى كان أكبر من مجرد أنه مسجد لأداء الصلوات، وتشير الكثير من الروايات والأحاديث إلى أن القائمة تشمل العديد من مؤسسات أخرى. فهل نطمع فى أن يسمع أصحاب القلم الذين لا يكتب عليهم الشقاء) فى أن نحافظ على المدرسة الأهلية ومؤسسات أخرى صوناً لتاريخ الشعب السودانى وأن نبتدع وسائل لإستشارة الشعب فى الحفاظ على مؤسساته فى كل بقاع السودان، حتى نستطيع أن نترك لأجيال قادمة مؤشرات تدل على أننا بذلنا مافى وسعنا لينعموا بوطن ذو ذاكرة حتى يسع الجميع؟ وهل لنا أن نأمل فى أن لا يقطع الطريق الدائرى رسن أم ضفاير فى الأهلية وفى آخريات ( انتهى كلام الكاتب .
سؤال للسيد الوالي والسيد المحافظ أن يعرفا لنا الطريق الدائري السريع ؟؟؟ وهل سوف يكون هذا الطريق بطول المدرسة فقط أم يستوجب إزالة جميع العقارات ملك العين المحاذية للمدرسة في حي الملازمين وبيت المال و ودأورو وعبدااله خليل؟؟ أم أننا سوف نشاهد غابة اسمنت بدلاً من الطريق الدائري السريع؟؟
نداء الى جميع خريجي المدرسة الأهلية والي جميع المفتونين بحب هذا الوطن العزيز ها هي الأم المدرسة والمدرسة الأم تستغيث بكم فأغيثوها .

وا لهفي عليك يا أمدرمان وأنت تسلمين الروح إلى باريها

January 3, 2009

هل وقف معتمد أمدرمان القادم من الريف عاجزاً فاقراً فاه أمام الفوضي والتخلف والسلوك المشين وعدم الإنضباط الذي اجتاح تلك المدينة ألآمنة المطمئنة التي فتحت ذراعيها لكل مستجير ومظلوم
أجبرته نير الحروب ومرارات المجاعات على النزوح اليها فكانت الأم الرؤوم التي تهدي من روع
كل مذعور وتبعث الطمأنينة في قلب كل ملتاع مرعوب . هل كان جزاؤها العقوق ممن احتضنتهم وضمتهم الى صدرها الحنون بدلاً من أن يقابل احسانها باحسانوهي تفسح مكاناً لكل قادم اليها فامتدت وترامت أطرافها غرباً حتى صارت حاراتها تعد بالمئات وتجاوزت سلسلة الجبال التي تحدها من جهة الغرب .لقد أستبيحت أسواقها وشوارعها وحتى مياه نيلها سليل الفراديس أم هل ياترى وقعت ضحية لمؤامرة قصد منها طمس الهوية وتغيير تركيبتها السكانية لأنها كانت ولا تزال وستظل عصية الإستمالة شأنها شأن كل حرة لا تفرد شعرها على كتف غادٍ أم رائح فكان مصيرها الإهمال والنسيان.
أن ما دعاني لكتابة هذه السطور هو الحزن والكبد الذي وقر في قلبى وأنا أشاهد الزجاجات البلاستيكية المليئة بالأبوال البشرية وهي ملقاة في قارعة الطريق الرئيسي العام أمام جامع أمدرمان الكبير وفي بعض الأحيان ربما تشاهد أكياس النايلون التي تحوي غائط البني أدمين وهي ملقاة على جانبي الأزقة غير المطروقة بالأسواق هل تتخيلون معي الأذى الذي تسببه هذه السلوكيات المشينة إذا ما داس أحدهم بإطار سيارته على إحدى هذه الزجاجات من غير أن يقصد؟؟؟ هل كان يُظن في
يوم من الأيام أن تصل أخلاق السودانيين الى هذا الرك الأسفل؟؟؟ أما شوارع سوق أمدرمان فقد أغلقت تماماً بجيش عرمرم من الباعة الغوغائيين الطفيليين وهم ينادون على بضائعهم الهامشية فيُخَّيل اليك أن جميع أهل السودان صاروا باعة متجولين والويل والثبور إن طلبت لأحدهم أن يفسح الطريق أو يتنحى الى جانبه حيث يظن أن استباحة الطريق العام حق مشروع طالما قام بدفع الأتاوة للمعتمدية، وفي ظل هذه الفوضى الضاربة بأطنابها يتسابق أصحاب (الدرداقات) للفوز بحمولة غير آبهين بالشيوخ وكبار السن من الرجال والنساء، ويقال أن أحدهم تسبب في كسر ساق إمرأة عجوز.
أما المضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها السيدات والحرائر فحدث ولا حرج ونصيحتي أن تمنعوا فتياتكم أن لا يخرجن إلى سوق أمدرمان وإن خرجن فليخرجن مع محرم. أما الشوارع فقد ضاقت بما رحبت لسوء الإستخدام– وغياب السلطة وظهورها إلا بعد أن يحدق بها محدق– فقد استباح المواطنون الطرقات بالقاء الأنقاض وعمل المساطب والردميات التي تمتد الى منتصف الطريق ونزح مياه البالوعات وغسيل الملابس وطرحها في الطرق المعبدة حيث تعمل مادة الصودا الكاوية الموجودة في الصابون على تحليل المادة الإسفلتية وتحِّول سطح الشارع الى أخاديد وحفر ومطبات ( ليت ولاية الخرطوم تعطينا فكرة عن تكلفة رصف الكيلومتر الواحد).
هل تعلمون سادتي أن أحد مسارات شارع أبي روف العام الذي كان في يوم من الأيام متنفساً للمتنزهين أصبح معرضاً لمنتجات أصحاب الورش على مسمع ومرأى من مسؤولي المعتمدية لا لأي سبب غير أن أصحاب الورش من دافعي الأتاوات فصار ذلك الطريق من أخطر طرق أمدرمان وأكثرها ازدحاماً حيث تمر به أرتال السيارات غدواً ورواحاً ولربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية تاريخ هذا الشارع وإنه لم يخصص أصلا ًلورش الصناعات الحديدية التي كثيراً ما تضرر منها سكان المنطقة وربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية أيضاً أن محال هذا الشارع (حكرا) وانتهى الغرض الذي قامت من أجله وصارت أيلولتها للدولة . أما الأدهى وأنكأ هو التخلص من مياه الصرف الصحي والسيفونات بغاذوراتها في مياه النيل مباشرة وقد دعا الإسلام ذويه إلى حماية البيئة والمحافظة عليها نظيفة، وأحاط ذلك بسلسلة من الإرشادات القويمة في هذا المضمار؛ فجعل إماطة الأذى عن الطرق شعبة من شعب الإيمان؛ لما فيها من تأكيد على صحة البيئة وحماية الناس من الأذى أو التلوث.. يقول رسول الله: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.. وكذا نهى النبي عن التغوط في موارد المياه والطريق، كما نهى أيضاً عن التبول في الماء الراكد.. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله: “اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل”، ولاشك في أن إتيان مثل هذه السلوكيات الدنيئة يلوث البيئة ويضر بصحة الإنسان أيما ضرر؛ فالبول في الماء بعامة والراكد بخاصة يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المتوطنة، والعدوى عن طريق انتشار الديدان الخطيرة كالبلهارسيا والأنكستوما والميكروبات المسببة للتيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد بأنواعه الخمسة وخير شاهد على ذلك الإنتشارالذريع لأمراض الكبد في الدولة التي تقع شمالنا نتيجة لتلوث مياه الشرب ولعل كل من زار تلك البلاد لا شك أنه لاحظ كمية الكلور ورائحته النفاذة التي تضاف الى الماء في سبيل تقليل احتمال انتشار المرض . فلنتق الله جميعاً في أهلنا وذوينا وصغارنا وضعافنا وليتق الله فينا ولاة الأمر منا.
بشار أحمد بشار (إبن برد)
ملحوظة : هذه السطور حق مشاع لكل قاريء يريد أن ينقلها لأي موقع أو مدونة أو صحيفة أو حيثما شاء.

وا لهفي عليك يا أمدرمان وأنت تسلمين الروح إلى باريها

January 3, 2009

هل وقف معتمد أمدرمان القادم من الريف عاجزاً فاقراً فاه أمام الفوضي والتخلف والسلوك المشين وعدم الإنضباط الذي اجتاح تلك المدينة ألآمنة المطمئنة التي فتحت ذراعيها لكل مستجير ومظلوم
أجبرته نير الحروب ومرارات المجاعات على النزوح اليها فكانت الأم الرؤوم التي تهدي من روع
كل مذعور وتبعث الطمأنينة في قلب كل ملتاع مرعوب . هل كان جزاؤها العقوق ممن احتضنتهم وضمتهم الى صدرها الحنون بدلاً من أن يقابل احسانها باحسانوهي تفسح مكاناً لكل قادم اليها فامتدت وترامت أطرافها غرباً حتى صارت حاراتها تعد بالمئات وتجاوزت سلسلة الجبال التي تحدها من جهة الغرب .لقد أستبيحت أسواقها وشوارعها وحتى مياه نيلها سليل الفراديس أم هل ياترى وقعت ضحية لمؤامرة قصد منها طمس الهوية وتغيير تركيبتها السكانية لأنها كانت ولا تزال وستظل عصية الإستمالة شأنها شأن كل حرة لا تفرد شعرها على كتف غادٍ أم رائح فكان مصيرها الإهمال والنسيان.
أن ما دعاني لكتابة هذه السطور هو الحزن والكبد الذي وقر في قلبى وأنا أشاهد الزجاجات البلاستيكية المليئة بالأبوال البشرية وهي ملقاة في قارعة الطريق الرئيسي العام أمام جامع أمدرمان الكبير وفي بعض الأحيان ربما تشاهد أكياس النايلون التي تحوي غائط البني أدمين وهي ملقاة على جانبي الأزقة غير المطروقة بالأسواق هل تتخيلون معي الأذى الذي تسببه هذه السلوكيات المشينة إذا ما داس أحدهم بإطار سيارته على إحدى هذه الزجاجات من غير أن يقصد؟؟؟ هل كان يُظن في
يوم من الأيام أن تصل أخلاق السودانيين الى هذا الرك الأسفل؟؟؟ أما شوارع سوق أمدرمان فقد أغلقت تماماً بجيش عرمرم من الباعة الغوغائيين الطفيليين وهم ينادون على بضائعهم الهامشية فيُخَّيل اليك أن جميع أهل السودان صاروا باعة متجولين والويل والثبور إن طلبت لأحدهم أن يفسح الطريق أو يتنحى الى جانبه حيث يظن أن استباحة الطريق العام حق مشروع طالما قام بدفع الأتاوة للمعتمدية، وفي ظل هذه الفوضى الضاربة بأطنابها يتسابق أصحاب (الدرداقات) للفوز بحمولة غير آبهين بالشيوخ وكبار السن من الرجال والنساء، ويقال أن أحدهم تسبب في كسر ساق إمرأة عجوز.
أما المضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها السيدات والحرائر فحدث ولا حرج ونصيحتي أن تمنعوا فتياتكم أن لا يخرجن إلى سوق أمدرمان وإن خرجن فليخرجن مع محرم. أما الشوارع فقد ضاقت بما رحبت لسوء الإستخدام– وغياب السلطة وظهورها إلا بعد أن يحدق بها محدق– فقد استباح المواطنون الطرقات بالقاء الأنقاض وعمل المساطب والردميات التي تمتد الى منتصف الطريق ونزح مياه البالوعات وغسيل الملابس وطرحها في الطرق المعبدة حيث تعمل مادة الصودا الكاوية الموجودة في الصابون على تحليل المادة الإسفلتية وتحِّول سطح الشارع الى أخاديد وحفر ومطبات ( ليت ولاية الخرطوم تعطينا فكرة عن تكلفة رصف الكيلومتر الواحد).
هل تعلمون سادتي أن أحد مسارات شارع أبي روف العام الذي كان في يوم من الأيام متنفساً للمتنزهين أصبح معرضاً لمنتجات أصحاب الورش على مسمع ومرأى من مسؤولي المعتمدية لا لأي سبب غير أن أصحاب الورش من دافعي الأتاوات فصار ذلك الطريق من أخطر طرق أمدرمان وأكثرها ازدحاماً حيث تمر به أرتال السيارات غدواً ورواحاً ولربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية تاريخ هذا الشارع وإنه لم يخصص أصلا ًلورش الصناعات الحديدية التي كثيراً ما تضرر منها سكان المنطقة وربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية أيضاً أن محال هذا الشارع (حكرا) وانتهى الغرض الذي قامت من أجله وصارت أيلولتها للدولة . أما الأدهى وأنكأ هو التخلص من مياه الصرف الصحي والسيفونات بغاذوراتها في مياه النيل مباشرة وقد دعا الإسلام ذويه إلى حماية البيئة والمحافظة عليها نظيفة، وأحاط ذلك بسلسلة من الإرشادات القويمة في هذا المضمار؛ فجعل إماطة الأذى عن الطرق شعبة من شعب الإيمان؛ لما فيها من تأكيد على صحة البيئة وحماية الناس من الأذى أو التلوث.. يقول رسول الله: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.. وكذا نهى النبي عن التغوط في موارد المياه والطريق، كما نهى أيضاً عن التبول في الماء الراكد.. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله: “اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل”، ولاشك في أن إتيان مثل هذه السلوكيات الدنيئة يلوث البيئة ويضر بصحة الإنسان أيما ضرر؛ فالبول في الماء بعامة والراكد بخاصة يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المتوطنة، والعدوى عن طريق انتشار الديدان الخطيرة كالبلهارسيا والأنكستوما والميكروبات المسببة للتيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد بأنواعه الخمسة وخير شاهد على ذلك الإنتشارالذريع لأمراض الكبد في الدولة التي تقع شمالنا نتيجة لتلوث مياه الشرب ولعل كل من زار تلك البلاد لا شك أنه لاحظ كمية الكلور ورائحته النفاذة التي تضاف الى الماء في سبيل تقليل احتمال انتشار المرض . فلنتق الله جميعاً في أهلنا وذوينا وصغارنا وضعافنا وليتق الله فينا ولاة الأمر منا.
بشار أحمد بشار (إبن برد)
ملحوظة : هذه السطور حق مشاع لكل قاريء يريد أن ينقلها لأي موقع أو مدونة أو صحيفة أو حيثما شاء.

وا لهفي عليك يا أمدرمان وأنت تسلمين الروح إلى باريها

January 3, 2009

هل وقف معتمد أمدرمان القادم من الريف عاجزاً فاقراً فاه أمام الفوضي والتخلف والسلوك المشين وعدم الإنضباط الذي اجتاح تلك المدينة ألآمنة المطمئنة التي فتحت ذراعيها لكل مستجير ومظلوم
أجبرته نير الحروب ومرارات المجاعات على النزوح اليها فكانت الأم الرؤوم التي تهدي من روع
كل مذعور وتبعث الطمأنينة في قلب كل ملتاع مرعوب . هل كان جزاؤها العقوق ممن احتضنتهم وضمتهم الى صدرها الحنون بدلاً من أن يقابل احسانها باحسانوهي تفسح مكاناً لكل قادم اليها فامتدت وترامت أطرافها غرباً حتى صارت حاراتها تعد بالمئات وتجاوزت سلسلة الجبال التي تحدها من جهة الغرب .لقد أستبيحت أسواقها وشوارعها وحتى مياه نيلها سليل الفراديس أم هل ياترى وقعت ضحية لمؤامرة قصد منها طمس الهوية وتغيير تركيبتها السكانية لأنها كانت ولا تزال وستظل عصية الإستمالة شأنها شأن كل حرة لا تفرد شعرها على كتف غادٍ أم رائح فكان مصيرها الإهمال والنسيان.
أن ما دعاني لكتابة هذه السطور هو الحزن والكبد الذي وقر في قلبى وأنا أشاهد الزجاجات البلاستيكية المليئة بالأبوال البشرية وهي ملقاة في قارعة الطريق الرئيسي العام أمام جامع أمدرمان الكبير وفي بعض الأحيان ربما تشاهد أكياس النايلون التي تحوي غائط البني أدمين وهي ملقاة على جانبي الأزقة غير المطروقة بالأسواق هل تتخيلون معي الأذى الذي تسببه هذه السلوكيات المشينة إذا ما داس أحدهم بإطار سيارته على إحدى هذه الزجاجات من غير أن يقصد؟؟؟ هل كان يُظن في
يوم من الأيام أن تصل أخلاق السودانيين الى هذا الرك الأسفل؟؟؟ أما شوارع سوق أمدرمان فقد أغلقت تماماً بجيش عرمرم من الباعة الغوغائيين الطفيليين وهم ينادون على بضائعهم الهامشية فيُخَّيل اليك أن جميع أهل السودان صاروا باعة متجولين والويل والثبور إن طلبت لأحدهم أن يفسح الطريق أو يتنحى الى جانبه حيث يظن أن استباحة الطريق العام حق مشروع طالما قام بدفع الأتاوة للمعتمدية، وفي ظل هذه الفوضى الضاربة بأطنابها يتسابق أصحاب (الدرداقات) للفوز بحمولة غير آبهين بالشيوخ وكبار السن من الرجال والنساء، ويقال أن أحدهم تسبب في كسر ساق إمرأة عجوز.
أما المضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها السيدات والحرائر فحدث ولا حرج ونصيحتي أن تمنعوا فتياتكم أن لا يخرجن إلى سوق أمدرمان وإن خرجن فليخرجن مع محرم. أما الشوارع فقد ضاقت بما رحبت لسوء الإستخدام– وغياب السلطة وظهورها إلا بعد أن يحدق بها محدق– فقد استباح المواطنون الطرقات بالقاء الأنقاض وعمل المساطب والردميات التي تمتد الى منتصف الطريق ونزح مياه البالوعات وغسيل الملابس وطرحها في الطرق المعبدة حيث تعمل مادة الصودا الكاوية الموجودة في الصابون على تحليل المادة الإسفلتية وتحِّول سطح الشارع الى أخاديد وحفر ومطبات ( ليت ولاية الخرطوم تعطينا فكرة عن تكلفة رصف الكيلومتر الواحد).
هل تعلمون سادتي أن أحد مسارات شارع أبي روف العام الذي كان في يوم من الأيام متنفساً للمتنزهين أصبح معرضاً لمنتجات أصحاب الورش على مسمع ومرأى من مسؤولي المعتمدية لا لأي سبب غير أن أصحاب الورش من دافعي الأتاوات فصار ذلك الطريق من أخطر طرق أمدرمان وأكثرها ازدحاماً حيث تمر به أرتال السيارات غدواً ورواحاً ولربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية تاريخ هذا الشارع وإنه لم يخصص أصلا ًلورش الصناعات الحديدية التي كثيراً ما تضرر منها سكان المنطقة وربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية أيضاً أن محال هذا الشارع (حكرا) وانتهى الغرض الذي قامت من أجله وصارت أيلولتها للدولة . أما الأدهى وأنكأ هو التخلص من مياه الصرف الصحي والسيفونات بغاذوراتها في مياه النيل مباشرة وقد دعا الإسلام ذويه إلى حماية البيئة والمحافظة عليها نظيفة، وأحاط ذلك بسلسلة من الإرشادات القويمة في هذا المضمار؛ فجعل إماطة الأذى عن الطرق شعبة من شعب الإيمان؛ لما فيها من تأكيد على صحة البيئة وحماية الناس من الأذى أو التلوث.. يقول رسول الله: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.. وكذا نهى النبي عن التغوط في موارد المياه والطريق، كما نهى أيضاً عن التبول في الماء الراكد.. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله: “اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل”، ولاشك في أن إتيان مثل هذه السلوكيات الدنيئة يلوث البيئة ويضر بصحة الإنسان أيما ضرر؛ فالبول في الماء بعامة والراكد بخاصة يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المتوطنة، والعدوى عن طريق انتشار الديدان الخطيرة كالبلهارسيا والأنكستوما والميكروبات المسببة للتيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد بأنواعه الخمسة وخير شاهد على ذلك الإنتشارالذريع لأمراض الكبد في الدولة التي تقع شمالنا نتيجة لتلوث مياه الشرب ولعل كل من زار تلك البلاد لا شك أنه لاحظ كمية الكلور ورائحته النفاذة التي تضاف الى الماء في سبيل تقليل احتمال انتشار المرض . فلنتق الله جميعاً في أهلنا وذوينا وصغارنا وضعافنا وليتق الله فينا ولاة الأمر منا.
بشار أحمد بشار (إبن برد)
ملحوظة : هذه السطور حق مشاع لكل قاريء يريد أن ينقلها لأي موقع أو مدونة أو صحيفة أو حيثما شاء.

وا لهفي عليك يا أمدرمان وأنت تسلمين الروح إلى باريها

January 3, 2009

هل وقف معتمد أمدرمان القادم من الريف عاجزاً فاقراً فاه أمام الفوضي والتخلف والسلوك المشين وعدم الإنضباط الذي اجتاح تلك المدينة ألآمنة المطمئنة التي فتحت ذراعيها لكل مستجير ومظلوم
أجبرته نير الحروب ومرارات المجاعات على النزوح اليها فكانت الأم الرؤوم التي تهدي من روع
كل مذعور وتبعث الطمأنينة في قلب كل ملتاع مرعوب . هل كان جزاؤها العقوق ممن احتضنتهم وضمتهم الى صدرها الحنون بدلاً من أن يقابل احسانها باحسانوهي تفسح مكاناً لكل قادم اليها فامتدت وترامت أطرافها غرباً حتى صارت حاراتها تعد بالمئات وتجاوزت سلسلة الجبال التي تحدها من جهة الغرب .لقد أستبيحت أسواقها وشوارعها وحتى مياه نيلها سليل الفراديس أم هل ياترى وقعت ضحية لمؤامرة قصد منها طمس الهوية وتغيير تركيبتها السكانية لأنها كانت ولا تزال وستظل عصية الإستمالة شأنها شأن كل حرة لا تفرد شعرها على كتف غادٍ أم رائح فكان مصيرها الإهمال والنسيان.
أن ما دعاني لكتابة هذه السطور هو الحزن والكبد الذي وقر في قلبى وأنا أشاهد الزجاجات البلاستيكية المليئة بالأبوال البشرية وهي ملقاة في قارعة الطريق الرئيسي العام أمام جامع أمدرمان الكبير وفي بعض الأحيان ربما تشاهد أكياس النايلون التي تحوي غائط البني أدمين وهي ملقاة على جانبي الأزقة غير المطروقة بالأسواق هل تتخيلون معي الأذى الذي تسببه هذه السلوكيات المشينة إذا ما داس أحدهم بإطار سيارته على إحدى هذه الزجاجات من غير أن يقصد؟؟؟ هل كان يُظن في
يوم من الأيام أن تصل أخلاق السودانيين الى هذا الرك الأسفل؟؟؟ أما شوارع سوق أمدرمان فقد أغلقت تماماً بجيش عرمرم من الباعة الغوغائيين الطفيليين وهم ينادون على بضائعهم الهامشية فيُخَّيل اليك أن جميع أهل السودان صاروا باعة متجولين والويل والثبور إن طلبت لأحدهم أن يفسح الطريق أو يتنحى الى جانبه حيث يظن أن استباحة الطريق العام حق مشروع طالما قام بدفع الأتاوة للمعتمدية، وفي ظل هذه الفوضى الضاربة بأطنابها يتسابق أصحاب (الدرداقات) للفوز بحمولة غير آبهين بالشيوخ وكبار السن من الرجال والنساء، ويقال أن أحدهم تسبب في كسر ساق إمرأة عجوز.
أما المضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها السيدات والحرائر فحدث ولا حرج ونصيحتي أن تمنعوا فتياتكم أن لا يخرجن إلى سوق أمدرمان وإن خرجن فليخرجن مع محرم. أما الشوارع فقد ضاقت بما رحبت لسوء الإستخدام– وغياب السلطة وظهورها إلا بعد أن يحدق بها محدق– فقد استباح المواطنون الطرقات بالقاء الأنقاض وعمل المساطب والردميات التي تمتد الى منتصف الطريق ونزح مياه البالوعات وغسيل الملابس وطرحها في الطرق المعبدة حيث تعمل مادة الصودا الكاوية الموجودة في الصابون على تحليل المادة الإسفلتية وتحِّول سطح الشارع الى أخاديد وحفر ومطبات ( ليت ولاية الخرطوم تعطينا فكرة عن تكلفة رصف الكيلومتر الواحد).
هل تعلمون سادتي أن أحد مسارات شارع أبي روف العام الذي كان في يوم من الأيام متنفساً للمتنزهين أصبح معرضاً لمنتجات أصحاب الورش على مسمع ومرأى من مسؤولي المعتمدية لا لأي سبب غير أن أصحاب الورش من دافعي الأتاوات فصار ذلك الطريق من أخطر طرق أمدرمان وأكثرها ازدحاماً حيث تمر به أرتال السيارات غدواً ورواحاً ولربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية تاريخ هذا الشارع وإنه لم يخصص أصلا ًلورش الصناعات الحديدية التي كثيراً ما تضرر منها سكان المنطقة وربما لا يعلم مسؤولو المعتمدية أيضاً أن محال هذا الشارع (حكرا) وانتهى الغرض الذي قامت من أجله وصارت أيلولتها للدولة . أما الأدهى وأنكأ هو التخلص من مياه الصرف الصحي والسيفونات بغاذوراتها في مياه النيل مباشرة وقد دعا الإسلام ذويه إلى حماية البيئة والمحافظة عليها نظيفة، وأحاط ذلك بسلسلة من الإرشادات القويمة في هذا المضمار؛ فجعل إماطة الأذى عن الطرق شعبة من شعب الإيمان؛ لما فيها من تأكيد على صحة البيئة وحماية الناس من الأذى أو التلوث.. يقول رسول الله: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.. وكذا نهى النبي عن التغوط في موارد المياه والطريق، كما نهى أيضاً عن التبول في الماء الراكد.. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله: “اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل”، ولاشك في أن إتيان مثل هذه السلوكيات الدنيئة يلوث البيئة ويضر بصحة الإنسان أيما ضرر؛ فالبول في الماء بعامة والراكد بخاصة يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المتوطنة، والعدوى عن طريق انتشار الديدان الخطيرة كالبلهارسيا والأنكستوما والميكروبات المسببة للتيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد بأنواعه الخمسة وخير شاهد على ذلك الإنتشارالذريع لأمراض الكبد في الدولة التي تقع شمالنا نتيجة لتلوث مياه الشرب ولعل كل من زار تلك البلاد لا شك أنه لاحظ كمية الكلور ورائحته النفاذة التي تضاف الى الماء في سبيل تقليل احتمال انتشار المرض . فلنتق الله جميعاً في أهلنا وذوينا وصغارنا وضعافنا وليتق الله فينا ولاة الأمر منا.
بشار أحمد بشار (إبن برد)
ملحوظة : هذه السطور حق مشاع لكل قاريء يريد أن ينقلها لأي موقع أو مدونة أو صحيفة أو حيثما شاء.